قال رسول الله صل الله عليه وسلم لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتّاتٌ فما معنى قتات ؟
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتّاتٌ.
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 6056 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث
الاستماعُ للغَيرِ بنيَّةِ نقْلِ الكلامِ مِن الصِّفاتِ المذمومةِ؛
ولذلك أخبَرنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ قتَّاتٌ،
والقَتَّاتُ: مِن قَتَّ الحديثَ يقُتُّه قَتًّا: إذا تَسمَّعَ إلى حَديثِ شَخصٍ، فنقَله إلى غيرِه بقَصْدِ الإفسادِ بيْنهما، ويُطلَقُ عليها النميمةُ، فمن فعل ذلك وهو يعلَمُ أنَّه حرامٌ تحت تأثيرِ نَزغةٍ شَيطانيَّةٍ، فهو فاسِقٌ عاصٍ، لا يدخُلُ الجَنَّةَ حتى يعاقَبَ على جريمتِه هذه بالنَّارِ، إلا أن يعفوَ اللهُ عنه، أو يتوبَ من جريمتِه؛ وذلك لأنَّ النميمةَ ظاهِرةٌ عُدوانيَّةٌ خَطيرةٌ تُفَكِّكُ المجتَمَعَ، وتقطَعُ العلاقاتِ، وهي وليدةُ الحقدِ والحَسَدِ؛ ولهذا كان النمَّامُ بغيضًا إلى نفوسِ العُقَلاءِ مَنبوذًا عندهم، لا يرتاحون إليه.
وقيل: كُلُّ هذا المذكورِ في النميمةِ إذا لم يكُنْ فيها مصلحةٌ شَرعيَّةٌ، فإن دعت حاجةٌ إليها فلا مَنْعَ منها، وذلك كما إذا أخبَرَه بأنَّ إنسانًا يريد الفَتْكَ به، أو بأهْلِه، أو بمالِه، أو أخبر الإمامَ أو من له ولايةٌ بأنَّ إنسانًا يفعَلُ كذا، ويسعى بما فيه مَفسدةٌ.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن نقْلِ الكلامِ بنيَّةِ الإفسادِ.
وفيه: بيانُ أنَّ النميمةَ كبيرةٌ من الكبائِرِ؛ لأنَّ هذا الوعيدَ الشَّديدَ لا يترتَّبُ إلَّا على ارتكابِ كبيرةٍ.
اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم