خطيئة الملكة
خطيئة الملكة
قصة قصيرة
رسالة قديمة وسط الكتاب ( حلقة 1 )
منذ زمن بعيد عاش في بلاد الفرس ملك جبّار سيئ الخلق " إسمه دارا " وكان لا يسمع بإمرأة جميلة إلا ضمّها لنسائه وجواريه وفي أحد الأيام سمع بـ " لميس" وهي فتاة جميلة تعيش في مكان بعيد، فأحضرها إلى قصره ،لكنها كانت تحبّ "فرزاد " أحد فتيان قريتها ،وكانت ثمرة هذا الحبّ طفلة صغيرة ربّتها أمّ الفتى، وبقيت لميس مدّة في جناح الحريم تبكى حظها، وذات يوم رآها الملك دارا جالسة ، وكلّمها، ومرور الوقت زاد إعجابه بها، فتزوّجها، وصارت ملكة، وبالرّغم من كلّ ما لديها من مال وجواهر وعبيد، إلا أنّها لم تكن سعيدة ،وحين استشار الملك العرّافين ،نصحوه بأن تحضر مجالس المنادمة ،وتسمع الغناء وحكايات الرواة القصّاص ،ولم يلبث أن لاحظ الملك شدّة اهتمامها بالحكايات ،فصار كل من يعرف حكاية يأتي ويرويها في مجلسه ، وفي النهاية احتالت الفتاة على دارا لتأتي بحبيبها للقصر ،فعيّنه حارسا ،وصار العاشقان يتقابلان سرّا ، والملك لا يعلم بشيئ .
خطيئة الملكة
قصة قصيرة
الماضي يعود للظهور ( حلقة والأخيرة 2 )
قالت ميسون بصوت ضعيف :إنّي لا أقدر أن أتنفس يا مولاتي ،وذلك الكتاب وجدته في دارنا وأخذته معي ،زاد جنون الملكة، وردّت:هل تريدين خداعي ؟ أنا لا أصدّقك !!! ثمّ تركت الفتاة ،وانحنت تجمع قطع الورقة الممزقة ،بعد ذلك واصلت قراءتها ،وصارت متيقنة أن من كتبها هو فرزاد ،فقد حكى عن البنية الصّغيرة ،وقال إنها تشبهها في كلّ شيئ حتى في حبّها للحكايات ،وقال إنه يكتب لها هذه الرّسالة إذا لم يتمكّن من لقائها ،وأوصى أخاه أن يعطيها لها إن رآها يوما ما .صاحت لميس في دهشة إذن ميسون هي إبنتي ويشاء القدر أن تدور في كل مكان وتأتي عندي ،وقد أحببتها بمجرّد أن رأيتها ،لا أدرى ما حصل لي لقد إعتقدت للحظة أن أحدا يعرف سري ودس هذه الورقة للفتاة لكي تقرءها لي حقا لقد كنت مغفلة ،ثم جرت ناحية الفتاة فرأتها مفتوحة العينين لا تتحرك ،فقالت :إنك تجعليني أشعر بالخۏف هيا تعالي في أحضان أمك !!! وبقيت ميسون جامدة وعلى طرف فمها خيط صغير من الډم ،وهنا فزعت الملكة ولما لمستها سقطت على الأرض ،وعرفت لميس أنها ماټت ،وهي من قټلتها بيدها لتحافظ على سرّها لم تعد لميس تدري ما تفعله وجلست في ركن تبكي على إبنتها ،ثم مسحت دموعها ونادت خادما تثق فيه وأخبرته أن الفتاة قد سقطت والتطم رأسها بالأرض ،سألها هل ماټت، قالت له :إحملها واډفنها بعيد وهذه صرة من الدنانير لك فلفها الخدم في زربية وأركبها على ظهر حمار ثم ډفنها تحت شجرة كبيرة .
ولم يلبث أن علم دارا بما يحدث لزوجته،والطفلة التي تنادي عليها ،واعترف الخادم بأنّه ډفن ميسون ،ولم سأل الملك لميس عن هذه الحكاية العجيبة ،وعن سبب قټلها للففتاة التي أهداها لها أخبرته بكل شيئ ولم تحاول الإنكار،قطب دارا جبينه، وقال لها :لو أخبرتني عنها ،لكانت تعيش معنا الآن !!! لكنك أنانية لوخائنة ،لقد وثقت فيك لما طلبت منّي القدوم بأخيك للقصر لتكوني قريبة منه ،والحقيقة أنه حبيبك ،لماذا هل قصرت في حقك ؟ولو صارحتني أن قلبك مشغول بشخص آخر لترتكك تذهبين ،لكن من شيمتك الغدر ،والآن فقدت كل من حبينهم حبيبك ماټ لأنه حاول الهرب من أحد القلاع التي وضعته فيها والمجيئ إليك لقد ماټ الإثنان بسببك هل تعلمين هذا ؟
لقد أردت إخفاء ماضيك لكن القدر اراد ان يظهر المستور بعد مرور الايّام والسنين. وانفضح سرّك اخيرا.بعدها امر السلطان بإعدام زوجته رغم شدة حبه لها في وسط ميدان المملكة ،وقال لها من خان مرّة ،فسيعود للخېانة ولم يجرأ أحد من الحاشية أن يسأله العفو عنها،لأن الملك يمكن أن يسامح على كل شيئ إلا الخېانة وبعد اسبوع اعدمت الملكة لميس ان ټدفن في الخلاء بجوار ابنتها ميسون ،وتركت له رسالة تعترف فيها أنها لم تشعر أبدا نحوه بالحبّ فلق تزوجها ڠصبا. واخذها عنوة من بين اهلها وديارها ،ووندمت أنها لم تهرب مع حبيبها فلها ما يكفيها من المال لانها فقط كانت أنانية وغرتها الدنيا ،والآن خسړت كل شيئ فلتكن قصتها عبرة لمن يتنكر لأصله وللنّاس الذين يحبّهم ...
إنتهت