حديث الغلام مع الحجاج بن يوسف الثقفي
انت في الصفحة 1 من صفحتين
من أروع ما قرأت 👇👇
خرج الحجاج بن يوسف ذات يوم للصيّد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله اغنام
فقال له الحجاج:
ماذا تفعل هنا أيها الغلام؟
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له :
يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين الاحتقار وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل بغال !!!.
فقال الحجاج له :
أما عرفتني؟
فقال الغلام:
عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام.
فقال الحجاج:
ويحك أنا الحجاج بن يوسف.
فقال الغلام:
لا قرّب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك.
فما أتم كلامه إلا والجيوش حلّقت عليه من كل جانب فأمرهم الحجاج أن يحملوه إلى قصره فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام،
فقال الغلام:
أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين.
فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً وقال :
هل حفظت القرآن؟
فقال الغلام:
فسأله الحجاج:
هل جمعت القرآن؟
فقال الغلام :
وهل هو متفرق حتى أجمعه؟
فقال له الحجاج:
أما فهمت سؤالي.
فأجابه الغلام:
ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه.
فقال الحجاج:
أخبرني عمّن خُلِقَ من الهواء؟
ومن حُفِظَ بالهواء؟ ومن هَلِكَ بالهواء؟
فقال الغلام:
الذي خُلِقَ من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام، والذي حُفِظ َبالهواء سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام، وأما الذي هَلَكَ بالهواء فهم قوم هود.
فقال الحجاج:
أخبرني عمن خُلِقَ من الخشب؟ والذي حُفظ بالخشب؟والذي هلك بالخشب؟
فقال الغلام:
الذي خُلِقَ من الخشب هي الحية خُلِقت من عصا موسى ، والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام، والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج:
أخبرني عمن خُلق من الماء؟
ومن نجا من الماء؟ ومن هلك بالماء؟