خلي بالك من كلامك
بمناسبة ان الدكتورة الصيدلانية اللي كتبت انه مفيش حاجه اسمها مرض نفسي و دواء نفسي فحابب احكي حكاية
في يوم من الأيام في بداية عملي في مجال الطب النفسي حضر للعيادة أب مع ابنه البالغ من العمر 14 سنة ، بعد أخذ التاريخ المړضي والفحص الإكلينيكي تبين اصاپة الإبن الصغير بالفصام ، الأب كان منكر تماما لمرض ابنه و يحاول بكل الطرق التهوين من أعراض تعبه بسبب تجربته المأساوية السابقه من اخوه ( عم الإبن) المړيض بنفس المړض
بعد الكتير من الجلسات و بعد أن قمت بعرض الحالة أمام الأب علي أكبر استاذ في القسم في محاولة لإقناعه بضرورة تلقي ابنه للعلاج اقتنع أخيرا ، كتبنا العلاج و تعهد الأب بالمواظبة والمتابعة
بعد يومين تلقيت اتصال من الأم تخبرني فيه ان الأب ذهب مع ابنه لصرف العلاج من الصيدلية وبسبب قلقه الشديد سأل الصيدلي عن العلاج ، الصيدلي أخبره انه علاج لل( مجانين) وان ابنه (صغير جدا) علي العلاج ده و (شكله) كويس اهو و قام استبدل العلاج المكتوب بمضاد للإكتئاب وقال للأب ان نفسية ابنه هتتحسن عليه ، الاب كما تصف الأم سجد شكرا لله انه انقذ ابنه من الدواء المسمۏم و أرسل اليه هذا الصيدلي ليحمي ابنه من الشرور ، استمعت لحديث الأم المكلومة بحسرة و طمأنتها ان الأب يوما ما هيعقل و هيرجع تاني علشان يعالج ابنه المړيض
انقطعت اخبار الأسرة لفترة حتي استيقظت في احد الأيام علي خبر اقدام هذا الطفل الصغير علي الإنتحار ، استجاب أخيرا ربما لإحدي هلاوسه السمعية التي تحاصر عقله دون رحمة وبلا علاج
ربما لا أجد الكثير لأقوله الا دعوة صادقة علي ذلك الصيدلي اللي افتي بدون علم و لم يكن يعلم ربما ان فتواه ستلاحقه حتي القپور ، و ما بعدها