الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

من أجمل ما تقوله سميحة بولبروات

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

فسررت جدا حين علمت أن إقامتك ستكون بقربي هنا على الأقل في وجودك لن أشعر بالوحدة مجددا حتى أمي شعرت بفرحتي فقالت نحن بعيدات عنك ومهما فعلت معنا أو أخطأت سنظل أهلك لكنها الغريبة الأقرب إليك وحتى تغدو كأخت لك عليك بالحفاظ على صحن الود بينكما فإن أخذته أنت إليها اطمأننت على حالها وإن أعادته هي لك اطمأنت على حالك ليس مهما كم يظل ذلك الصحن عند كل واحدة منكما أسبوعا شهرا أو ربما أكثر فكل فترة ولها ضروفها المهم أنه سيعود لأن الود مزال مستمرا ولم ينقطع فإن اسأت فهمها يوما سيشفع لها صحن ودها وإن أساءت هي فهمك سيشفع لك صحن ودك أيضا عندها لهذا يا سلفتي رجاء ومهما حصل معنا لا تسمحي للود أن ينكسر بيننا. 
كانت هذه آخر كلماتها وهي تغادر بيتي حاملة قطع الصحن المکسورة بين يديها وكأنها تحمل كسور قلبها معها. 
ومرت الأيام وهي لازالت في زيارة لأهلها وخلال تلك الفترة جلست أفكر كثيرا في معنى كلماتها وقارنتها بما قيل لي عنها ممن لم يعرفوها حتى فكرت كثيرا حتى انتابني الندم مما فعلته فحتى لو أزعجتني تصرفاتها وأتعبتني كان بامكاني مصارحتها بذلك بدل كسر صحنها وخاطرها دفعة واحدة بينما لم تبادلني هي ذلك بل لم أرى سوى الود منها. 
وانتظرت عودتها بفارغ الصبر وحين عادت رغم كل الخمول الذي كنت فيه نهضت وسارعت لتحضير أفضل حلويات أتقنها وقمت بملأ أحد أجمل صحوني بها بغية تقديمه لها وتركت الباقي لنا وما إن أنهيتها جاءني ضيوف بغتة ضيوف أشعر بالخجل منهم جدا خصوصا كونها زيارتهم الأولى لي فاړتعبت للحظة مما يمكنني تقديمه لهم فتذكرت الحلوى التي أعددتها صدفة أو بالأحرى التي جعلني ذلك الود بيني وبين سلفتي أعدها من أجلها لأكتشف أني أعددتها لنفسي حتى لا أحرج أمام ضيوفي فقد كانت أكثر بكثير من التي تركتها لها. 
فضيفتهم بما يليق وأنا أعد الدقائق والساعات حتى موعد مغادرتهم فقد كنت متحمسة جدا لتقديمي ذلك الصحن لها وشكرها وما إن غادروا سارعت به إليها وبمجرد فتحها الباب لي بابتسامتها المعتادة هربت مني كل كلمات الشكر فعانقتها سريعا دون تفكير وأنا أشكرها حينها ضحكت وقالت لي انتبهي كاد يقع مني الصحن وينكسر! 
فأجبتها بابتسامة صادقة عكس التي كنت أحدثها سابقا بها لقد قلت لي ذات يوم لا بأس پانكسار الصحن المهم أن لا ينكسر الود لهذا حتى لو كسرت صحوني كلها لحملت الود بين يدي هاتين وقدمته لك 
سميحة بولبروات samiha boulabrouat

انت في الصفحة 2 من صفحتين