(ألاحظ تغيرات على ابني المراهق الملتزم فماذا أفعل؟)
انت في الصفحة 2 من صفحتين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدنا هذا السؤال الذي يدل على وعيك واهتمامك وكم تمنينا أن يكون جميع الآباء بهذا المستوى من الحرص، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وهنيئاً لك بحفظ أبنائك للقرآن، ونسأل الله أن يلبسنا وإياك تاج الوقار، وأبشرك بأن الطفل إذا كان أساسه القرآن فإنه يعود غالباً إلى الصواب بإذن ربنا العزيز الوهاب.
وقد جاء عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: (لاعب ابنك سبعاً وأدبه سبعاً واصحبه سبعاً)، وعليه فإننا ندعوك إلى اتخاذ هذا الابن بمثابة الصديق تشاوره وتحاوره وتآخيه، مع المحافظة على وقارك معه.
وأما بالنسبة للسؤال المذكور فإن الصواب أن تناقشه بطريقة غير مباشرة كأن تأتي بكتاب فقهي يحدث عن الغسل والأحكام المتعلقة به ثم تطالبه بالقراءة وتشرح له الأحكام، وتقول له أنا والدك وأرجو أن تكون صريحاً معي إذا كنت لا تعرف هذه الأحكام، فإنك على أبواب مرحلة الرجولة ونحن سعداء جداً بذلك، ومن خلال الشرح تقول هناك من يفعل أشياء مضرة وهي قبل ذلك محرمة.
ويمكن أن يكون المدخل من خلال تلاوة الآيات المتعلقة بذلك أو مدارسة قصة قوم لوط، فإن الأسلوب غير المباشر يرفع الحرج ويفيد جداً في مسألة التعليم، وأنجح من يشرح هذه الأشياء هو الأب المحبوب أو المدرس المحترم صاحب الدين، ولابد من شرح هذه الأشياء لأننا إذا لم نعط الإجابة الصحيحة فإنه سوف يأخذ إجابات من رفقائه، وذلك أمر في منتهى الخطۏرة، كما أرجو أن تقترب الأم من ابنتها وتحاول شرح بعض الأمور لها أيضاً عن طريق شرح باب الفقه أو بأي أسلوب قصصي نافع.
والتربية الناجحة تقوم على الوضوح مع الأبناء، وعلى توفير جرعات من الأمن والطمأنينة لهم مع ضرورة إشعارهم بالحب والأهمية فإن ذلك يعصمهم بإذن الله من السقوط، وقد أحسنت بعدم المسارعة بمهاجمته واتهامه لأن ذلك الأسلوب يعود الأبناء على الكذب والاحتيال والغموض.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله مع ضرورة الإلحاح في الدعاء لنفسك وأبنائك، ونسأل الله أن يحفظ الشباب والفتيات وأن يرفعنا وإياكم عالي الدرجات.
وبالله التوفيق والسداد.