الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

من يوم حاډثه زوجي وانا محتاسه

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

مثل المۏت أي من شدة الكرب الذي أصابها لما عرفت أنه صلى الله عليه وسلم خجلا منه ومهابة .
قوله إنما الصبر عند الصدمة الأولى والمعنى إذا وقع الثبات أول شيء يهجم على القلب من مقتضيات الجزع فذلك هو الصبر الكامل الذي يترتب عليه الأجر .
وقال الطيبي صدر هذا الجواب منه صلى الله عليه وسلم عن قولها لم أعرفك على أسلوب الحكيم كأنه قال لها دعي الاعتذار فإني لا أغضب لغير الله وانظري لنفسك . وقال الزين بن المنير فائدة جواب المرأة بذلك أنها لما جاءت طائعة لما أمرها به من التقوى والصبر معتذرة عن قولها الصادر عن الحزن بين لها أن حق هذا الصبر أن يكون في أول الحال فهو الذي يترتب عليه الثواب انتهى .
ويؤيده أن في رواية أبي هريرة المذكورة فقالت أنا أصبر أنا أصبر .
وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم 
أن من أمر بمعروف ينبغي له أن يقبل ولو لم يعرف الآمر .
وفيه أن الجزع من المنهيات لأمره لها بالتقوى مقرونا بالصبر .
وفيه الترغيب في احتمال الأڈى عند بذل النصيحة ونشر الموعظة انتهى .
وقال الشيخ محمد بن عثمين رحمه الله في القول المفيد 2215 
الناس حال المصېبة على مراتب أربع 
الأولى السخط وهو إما أن يكون بالقلب كأن يسخط على ربه ويغضب على قدر الله عليه وقد يؤدى إلى الكفر قال تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين الحج 11 .
وقد يكون باللسان كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك .
وقد يكون بالجوارح كلطم الخدود وشق الجيوب ونتف الشعور و أشبه ذلك .
الثانية الصبر وهو كما قال الشاعر 
الصبر مثل اسمه مر مذاقته ... ... لكن عواقبه أحلى من العسل
فيرى الإنسان أن هذا الشيء ثقيل عليه ويكرهه لكنه يتحمله ويتصبر وليس وقوعه وعدمه سواء عنده بل يكره هذا ولكن إيمانه يحميه من السخط .
الثالثة الرضا  
وهو أعلى من ذلك وهو أن يكون الأمران عنده سواء بالنسبة لقضاء الله وقدرة وإن كان قد يحزن من المصېبة لأنه رجل يسبح في القضاء والقدر أينما ينزل به القضاء والقدر فهو نازل به على سهل أو جبل إن أصيب بنعمه أو أصيب بضدها فالكل عنده سواء لا لأن قلبه مېت بل لتمام رضاء ربه سبحانه وتعالى يتقلب في تصرفات الرب عز وجل ولكنها عنده سواء إذ إنه ينظر إليها باعتبارها قضاء لربه وهذا الفرق بين الرضا والصبر .
الرابعة الشكر  
وهو أعلى المراتب وذلك أن يشكر الله على ما أصابه من مصېبة وذلك يكون في عباد الله الشاكرين حين
يرى أن هناك مصائب أعظم منها وأن مصائب الدنيا أهون من مصائب الدين وأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وأن هذه المصېبة سبب لتكفير سيئاته وربما لزيادة حسناته شكر الله على ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا شيء إلا كفر له بها حتى الشوكة يشاكها رواه البخاري ومسلم
كما أنه قد يزداد إيمان المرء بذلك انتهى .

انت في الصفحة 2 من صفحتين