رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
الهدوء سادت فى المكتب وكل منهم يتابع عمله حتى ينتهوا منه قبل مواعيد الأنصراف
عادت عبير إلى منزلها بصحبة عزة وعمرو ووالدها ووالدتها بينما استأذن فارس للعودة إلى عمله مرة أخرى دخلت غرفتها بصحبة والدتها وأختها عزة استراحت على فراشها وسمعت عزة تقول
أجيبلك تاكلى يا عبير ولا هتنامى
لا يا حبيبتى انا هنام شوية .. أصلى مكنتش عارفة انام فى المستشفى خالص
سيبى اختك تنام واطلعى اقعدى مع خطيبك شوية.. ميصحش كده
نظرت عزة إلى عبير تستنجد بها فقالت عبير على الفور
يا ماما مينفعش تقعد معاه لوحدها ده لسه خطيبها
نهضت والدتها وجذبت عزة من يدها وهى تدفعها تجاه الباب وتقول
أبوكى قاعد معاه بره مش هتقعدى معاه لوحدك .. يالا ياختى وخدى معاكى كوباية عصير فى أيدك الراجل واقف معانا من بدرى
أتفضل
تابعها بعينيه حتى جلست على مقعد آخر يبعد عنه بعض الشىء فقال والدها
أختك عاملة أيه دلوقتى
الحمد لله يا بابا .. سبتها تنام وترتاح
والله منا عارف هتقعد فى الجبس شهر ازاى .. وبعديهم كمان علاج طبيعى وشغلانة
تدخل عمرو قائلا
متقلقش يا عمى من حكاية العلاج الطبيعى دى ..فارس يعرف دكتور كويس أوى وقريب من هنا جدا
خفق قلبها فاشاحت بوجهها بعيدا حتى لا يرى أحد علامات تأثرها بادية على وجهها ساد الصمت للحظات قطعه والدها قائلا
تنحنح عمرو بحرج وقال وهو ينهض واقفا
طيب استأذن انا بقى
وقفت عزة
ووالدها الذى قال بتصميم
لا والله ما ينفع.. ده انت لسه داخل حتى ملحقتش تشرب حاجة
أبتسم عمرو بمودة وهو يقول
معلش يا عمى مرة تانية ان شاء الله
نظر إليها والدها وقال آمرا
وصلى خطيبك يا عزة
أحمر وجهها بشدة وهى تنظر لوالدها وكادت أن ترفض ولكنها وجدت علامات الجدية على وجهه فتراجعت عن الرفض وقالت وهى تشير لعمرو
توجه والدها
للداخل وتركهم عند باب الشقة المفتوح وقف عمرو بالخارج وهى بالداخل تنظر إلى الارض كانت تتصور انه سيلقى السلام ويغادر ولكنه لم يفعل وقف ينظر إليها وكل خلجة من خلجاته تنطق بالحب ليس نظراته فقط وما كانت عيناه إلا مرآة يمر الحب خلالهما وينساب بدون أن يشعر ليسكن فى عينيها عندما رفعتهما إليه لترى سبب صمته الذى طال فأخفضت عينيها حياء منه ومن نظراته وهى تقول بخفوت
قال بنفس خفوتها وابتسامته تملأ وجهه
على فكرة.. أنا أسمى عمرو ..هه
قالت دون أن تنظر إليه
فى حاجة يا عمرو
خفق قلبه وابتسم فى سعادة و .. قاطعت نظراته وأفكاره ورفعت رأسها فجأة وقالت بجدية
على فكرة مينفعش تبصلى كده ..عن اذنك
تراجع للخلف بدهشة وأغلقت هى الباب
وسمعته يقول من خلفه
ېخرب عقلك .. قطعتى لحظة رومانسية بنت لذينه
وخبط كفا بكف وهو ينزل درجات السلم وهو يهتف
أيه شغل الجنان ده
أبتسمت رغما عنها واتجت للداخل لا تعلم لماذا تزداد أعجابا به يوما بعد يوم برغم من أنهما لم يتقابلا إلا مرات معدودة ولكنه فى كل مرة يثبت أنه أهلا لها ولتحمل المسؤلية عن جداره تستحق الأحترام رغم صغر سنه بالمقارنة ببعض الرجال الذين تعدوا الثلاثين ولكنهم لا يشغلهم من الحياة إلا أنفسهم ورغباتهم فقط .. فالأيام لا تغير البشر ولكنها فقط تنزع القناع عنهم
الفصل الثانية عشر
أنهى باسم جميع متعلقاته فى مكتب الدكتور حمدى مهران وتركه نهائيا وأخذ معه حسن للعمل معه فى مكتبه الخاص وفى نفس اليوم دخل الدكتور حمدى المكتب
ولكنه لم يذهب مباشرة إلى مكتبه وانما مر بالحجرة الأخرى الخاصة ب فارس أطل برأسه وقال موجها حديثه لفارس
تعالى يا فارس شوية عايزك
نهض فارس واقفا وذهب خلف الدكتور حمدى ودخل حجرة مكتب الدكتور حمدى خلفه وسمعه يقول وهو يجلس خلف مكتبه
أقفل الباب وراك يا فارس
أغلق فارس الباب خلفه وجلس قبالته وهو ينظر إليه باهتمام وهو يتوقع التكليف بقضية مهمة من ضمن القضايا التى يكلفه بها ولكنه فوجى به يقول
أنت هتمسك أدارة المكتب مكان الأستاذ باسم
أتسعت عيناه دهشة فهو لم يكن يتوقع أن تسند إليه مثل هذه المهمة وفى هذا التوقيت المبكر وقال
ايوا يا دكتور بس ..
قاطعه الدكتور حمدى قائلا بجدية
متقلقش من حاجة.. الموضوع أصلا مش محتاج حاجة يعنى مش مسؤلية زى ما انت فاهم .. وبعدين القضايا مبقتش كتير زى ما انت شايف
أطرق فارس برأسه لبرهة من الوقت صمت خلالها يفكر ثم رفع رأسه وقال
بس أنا مش اقدم واحد فى المكتب فى ناس أقدم مني
أبتسم الدكتور حمدى وهو يقول
بثقة
بس انا بثق فيك انت
ثم نظر أمامه وشرد قليلا وهو يقول
وبعدين انا بحضرك لحاجة كبيرة بس مش دلوقتى
حاول فارس أن يتكلم متسائلا عن الأمر ولكنه قاطعه مرة أخرى قائلا
أخبار الماجستير أية
فكر فارس قليلا وكأنها يجمع الأوراق