الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

ما معنى قوله تعالى : ((ولنبلونكم بشيء من الخـوف والجوع ونـقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين))

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

الحمد لله.
يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقـرة/ 155 – 157

فيخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحـن ، ليتبين الصادق من الكــاذب ، والجـازع من الصابر ، وهذه سنته تعالى في عباده ، كما قال سبحانه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد/ 31 ، وقال عز وجل : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) [الملك/ 2
فتارة بالسراء ، وتارة بالضــراء من خــوف وجـوع ؛ فإن الجــائع والخائڤ كل منهما يظهر ذلك عليه ، قال تعالى : ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) أي : بقــليل من ذلك ؛ لأنه لو ابتـلاهم بالخـوف كله ، أو الجـوع ، لهــلكوا ، والمحـن تمحص لا تهــلك .

وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) أي : ويبتليهم أيضا بذهاب بعض أموالهم ، وهذا يشمل جميع النقـص المعتـري للأموال من جوائح سماوية ، وغــرق ، وـضياع ، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلــمة ، وقــطاع الطريق وغـير ذلك .

( وَالأنْفُسِ ) أي : ذهاب الأحباب من الأولاد ، والأقارب ، والأصحاب ، ومن أنواع الأمـراض في بدن العبد ، أو بدن من يحبه ، ( وَالثَّمَرَاتِ ) أي : الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها والخضر ، ببرد ، أو حـرق ، أو آفة سماوية من جراد ونحوه .
فهذه الأمور، لا بد أن تقــع ، لأن العليم الخبير أخبر بها ، فإذا وقـعت انقسـم الناس قسـمين : جازعين وصابرين ، فالجــازع ، حصلت له المــصيبتان ، فوات المحبوب بحصول هذه المـصيبة ، وفـوات ما هو أعظم منها ، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر ، فرجــع بالخـسارة والحــرمان ، ونقــص ما معه من الإيمان ، وفـاته الصبر والرضا والشكران ، وحصل له السخـط الدال على شـدة النقـصان .

انت في الصفحة 1 من صفحتين