من تلاتييييين سنة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الأم بلّغِت الشرطة إن في شخص غريب بيقعد في حديقة الأطفال خدوا بالكم، المشكلة لما اتطلب توصفه ما عرفِتْش، قالت إنها مش فاكرة على الرغم إن عينيها جت في عينه ومن مسافة فعلاً قريبة!
ولا حد تاني عرف يوصفه!
مرت الأيام وجت ليلة الهالويين وخرجِت أليس جمّعت الكاندي ورجعِت اتعشّت وأمها حطِّتها في السرير.
الفكرة إن أليس ما صحيتش في سريرها، محدش عارف إذا صحيِت أصلاً أو لأ!
أم أليس لقت سريرها فاضي وكانت هتتجنن! قلبِت الدنيا وكلمِت الشرطة اللي بالبحث المبدئي ما لقوش أي حاجة غريبة في البيت غير عروسة لعبة لابسة فستان أبيض مصنوعة بشكل يدوي ومحشيّة قطن!
العروسة اللي تخلصِت منها أم أليس!
الشرطة نشرت في الجريدة الرسمية صورة العروسة عشان يتقدّم 4 أمهات ببلاغات إن أولادهم معاهم نفس العروسة، حد وزّعها عليهم في ليلة الهالويين.
منهم الطفلة "ساندي" اللي كانت صاحبة أليس، اللي أمها اتقلَبِت مچنونة رسمي، وبقى أولادها الخمسة بيناموا يومياً في سرير واحد معاها وجوزها بينام وفي ايده مضرب البيسبول! فضْلِت مخليّة حياتهم چحيم سنين حتى بعد ما الشرطة تخلّت عن القضية وقالت إن اللي خَطَف "أليس" مستحيل يرجع المدينة دي!
ساندي كان عندها حلم واحد، إنها تخرج من المدينة دي، من الولاية كلها إن أمكن، لكن واضح إنه ما أمكَنْش! لأنها بمجرد ما اتخرّجِت من الثانوي وقبل ما تروح الجامعة اكتشفِت إنها حامل من صاحبها، وقتها اتجوّزِت في نفس المدينة واضطرت تستقر فيها.
خۏفها من اختفاء "أليس" اتدفَن وراء مسؤولياتها الكتيرة كـ زوجة وأم.
*******
الشرطة لما جت ماما كانت بتشرح لهم بشيء من الحدّة والعصبية إن اللي خَطَف "أليس" سنة 1979 رجع وعايز يخطف بنتها!
ولأن المدينة صغيرة والمنطقة اللي في أولها عارف اللي في آخرها، الظابط أخد بابا على جنب وقال له خلّي مراتك تخفّ هستيريا، دي كانت قضية خَطْف يتيمة من أكتر من تلاتين سنة، مش عشان أمها كانت مچنونة وفِضْلِت حابساها هي واخواتها في البيت تطلّعه علينا!
ماما سمْعِت وبدأِت تحتدّ على الظابط – اللي كان زميلها هي وبابا في المدرسة – وقالت له إن لو أبوه كان بيعمل شغله كان عرف يمسك الخاطف وكان رحمهم من الـ "هستيريا" دي! لكنه عجوز بدين كل مهاراته إنه بيعرف يحشي بقّه واحدتين دونتس في نفس اللحظة من غير ما يِشْرَق!
وقبل ما يمسكوا في بعض، بابا والظابط التاني هدّوا الأمور! كنت بعيّط و"كاثي" واخداني في حضنها في الأوضة التانية بس سامعة كل ده!
الظابط اعتذر لـ ماما وقال لها تلاقيه مقلب، انتي عارفة الأطفال أحباب الله وده شهر الهالويين كل سنة وانتي طيبة!
على الرغم من كده ماما صمّمِت ننام كلنا في أوضه واحدة ... وبابا ينام في ايده مضرب البيسبول تحسباً لأي حد يقتحم البيت.
*******
تاني يوم الصبح صحينا على خبر إن "زاكري" – زميلي في المدرسة – اختفى من أوضته!
الشرطة بالبحث لقت تحت سريره عروسة لعبة لابسة فستان أبيض مصنوعة يدوياً ومحشيّة قطن!
*******
أنا بحكي الحكاية دي دلوقتي وأنا عندي 20 سنة! آه أنا اللي ماما لقت العروسة في شنطتي وكلمِت الشرطة وقلبِت الدنيا!
ماما صمّمِت إنها هتخرّجنا من المدينة دي أياً كان التمن، بابا ساب شغله ونقلنا فلوريدا!
مش عارفة أقول إيه بس قصة اختفاء الأطفال وترْك العروسة الغريبة دي لغاية دلوقتي في ناس في مدينتي القديمة بتفسره تفسيرات مختلفة!
اللي يقول إنه سڤاح واللي يقول إنه مُقَلِّد للسفاح، واللي يقول إنه غول ليه قدرات خارقة عشان كده بعد اختفاء الأطفال مش بتظهر لهم چثث لأنه بياكلهم!
مش عارفة الحقيقة فين، بس ممتنة لـ هستيريا أمي اللي عندي قناعة إنها أنقذِت حياتي.
#ريديت